تعددت أسباب إقصاء وفاق سطيف من دور المجموعات في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، وهذا بالرغم من كون كثير من المختصين رشحوه للحفاظ على اللقب الغالي لثاني مرة على التوالي، وذلك في ظل إقصاء فرق كبيرة من الأدوار التمهيدية الأولى في صورة الأهلي المصري والترجي والصفاقسي التونسيين، ولكن ذلك لم يحصل في ظل الأداء الفني المتوسط المقدم من قبل أشبال المدرب خير الدين ماضوي في المباريات الخمس بدليل النتائج السلبية المسجلة، وآخرها التعرض لخسارة بطريقة "مهينة" أمام اتحاد العاصمة بثلاثية نظيفة كانت سببا في الخروج الرسمي لتشكيلة "الكحلة والبيضاء" من المسابقة، وهذه هي أهم الأسباب التي كانت وراء تراجع الوفاق قاريا في النسخة الحالية من المنافسة الغالية رابطة الأبطال.
التخلي عن أبرز أبطال النسخة الماضية
السبب الأول لخروج الوفاق المهين من مسابقة رابطة الأبطال في نسختها الحالية هو فشلإدارة النادي بقيادة الرئيس حسان حمّار من الاحتفاظ بركائز الموسم الماضي، والدليل فيذلك هو رحيل ثمانية لاعبين دفعة واحدة نحو فرق مختلفة، والبداية بالثنائي ملولي وجحنيطالمحترفين في البطولة الكويتية، وقلب الدفاع دمو المنتقل إلى صفوف مولودية الجزائرولقرع إلى شبيبة الساورة وبوكرية نحو مولودية بجاية وڤاسمي إلى نصر حسين داي ويونسنحو اتحاد الحراش وأخيرا زي أوندو المنضم إلى مولودية وجدة المغربي، حيث لا يختلف اثنانفي كون اللاعبين الثمانية المذكورين ساهموا بشكل فعال في التتويج التاريخي لتشكيلةالوفاق في النسخة الماضية ورحيلهم يعد خسارة كبيرة.
والنقطة الملاحظة هو عدم أخذ إدارة حمّار الدروس من الأخطاء الماضية، والدليل في ذلككون الوفاق يعتبر الفريق الأبرز في الجزائر الذي تخلى عن ركائزه الأساسية بكل سهولة، وذلكدون السعي إلى إقناعهم بتجديد أو تمديد عقودهم من أجل الاستفادة من خدماتهم لأطولفترة ممكنة أو حتى بيع عقودهم مقابل مبالغ مالية معتبرة في حال تسريحهم من قبلالطاقم الفني.
أخطاء بالجملة في تقييد اللاعبين قاريا
وثاني الأسباب الرئيسية، الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها إدارة وفاق سطيف في تقييدلاعبيها قاريا للمشاركة في مسابقة رابطة الأبطال، والدليل في ذلك ما فعلته في المرحلةالأولى عندما وضعت 27 ملفا للحصول على الإجازات من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهذابالرغم من علم الرئيس حمّار والمدرب مضوي بأنه يوجد عدد لا يقل عن خمسة عناصر سترحلعن صفوف التعداد مباشرة بعد نهاية بطولة الموسم الماضي، وهو ما أوقع النادي فيورطة حقيقية بدليل حيازة الفريق سوى على ثلاث إجازات من أجل تقييد المنتدبين الجدد،وذلك رغم حاجة التعداد إلى خمسة لاعبين على الأقل في الخطوط الثلاثة لسد النقائصالكثيرة التي سيتركها المغادرون.
المنتدبون الجدد لم يقدموا الإضافة الكافية
واضطرت إدارة الوفاق بطلب من المدرب خير الدين مضوي تقييد ثلاثة لاعبين جدد فيالقائمة الإفريقية، ويتعلق الأمر بالظهير الأيسر المغترب حاشي والمدافع القادم من الحراشكنيش وصانع الألعاب شنين، حيث لم ينجح الثلاثي المذكور في تقديم الإضافة لصالحالفريق في المباريات الإفريقية، وهذا بالرغم من محاولة الأول (حاشي) تطوير مستواه منمباراة إلى مباراة، غير أنه بدا جليا افتقاده خبرة اللعب في المنافسات الإفريقية، أما الثاني(كنيش) فلم يقدم شيئا في رابطة الأبطال ولعب لقاء واحدا أمام المريخ السوداني في أمدرمان وطرد آنذاك بالبطاقة الحمراء، أما الثالث (شنين) فقد اقتنع أنصار الوفاق بأن إمكاناتهبعيدة عن أبرز العناصر في البطولة المحلية في صورة بلايلي أو درارجة، ولم يتسن للوفاقالاستفادة في نفس الوقت من المنتدبين الآخرين في صورة الإفريقي آمادا والمدافعينبلعمري وربيعي.
تضييع النقاط في مباريات الثامن ماي
ضيعت تشكيلة الوفاق في مباراتين فقط داخل الديار أمام اتحاد العاصمة والمريخ السودانيخمس نقاط كاملة، وذلك بعد هزيمتها في اللقاء الأول بنتيجة هدفين مقابل هدف واحدواكتفائها بالتعادل في اللقاء الثاني بنتيجة هدف مقابل هدف، حيث تواصل "عجز" الوفاقعندما يتعلق الأمر بالمباريات التي يحتضنها ملعب الثامن ماي، وهذا مثلما حصل في النسخةالماضية، لكن آنذاك كان رفقاء المخضرم زياية ينجحون في جلب النقاط من ملاعبالمنافسين، ولكن لم يحصل ذلك في الطبعة الحالية بدليل تحقيق انتصار واحد فقط علىحساب الجار مولودية العلمة بهدف مقابل صفر مع الانهزام أمام المريخ في ملعب أم درمانبنتيجة هدفين مقابل صفر، وأمام اتحاد العاصمة بثلاثية نظيفة.
الغرور يصيب الرئيس حمّار وطاقمه
ويرى أنصار الوفاق بأنه من أسباب "الخيبة القارية" هو "اغترار" الرئيس حسان حمّار وطاقمهالإداري بالإنجازات المحققة في الموسم الماضي بعد التتويج بكثير من الألقاب القاريةوالمحلية، والدليل في ذلك عجز الرجل عن ضمان صفقات جديدة تكون قادرة على رفعالتحدي في مختلف المنافسات سواء القارية أو المحلية، وهذا كله بالرغم من حيازة الوفاقعلى سيولة مالية كبيرة في الخزينة بعد الاستفادة من مداخيل كبيرة من السلطات المحلية أوعوائد التتويج بلقب رابطة الأبطال، ولكن الذي وقفنا عليه في سياسة حمّار هو التخلي عنأبرز الركائز الأساسية وانتداب لاعبين عاديين ليسوا من النجوم، وهو ما كان له التأثير السلبيعلى مشوار الفريق في انتظار نفي ذلك في منافسة البطولة المحلية، وذلك لأن الوفاقدائما ما يعود قويا بعد السقطات التي يكون عرضة لها.
مضوي: انطلاقتنا الحقيقية في الموسم يوم الثلاثاء
قال مدرب وفاق سطيف خير الدين مضوي بأن إقصاء فريقه من دور المجموعات كانمنتظرا بعد الهزيمة في لقاء الجولة الرابعة أمام المريخ السوداني بملعب أم درمان، وأشار بأنالهزيمة الأخيرة أمام اتحاد العاصمة كانت متوقعة في ظل الخيارات المحدودة، وتحدث أيضابأن الخسارة بهدف وحيد أو بثلاثية نظيفة هي نفس الشيء بالنسبة له مادام أن فريقه خرجمن اللقاء بصفر نقطة، مضيفا بأن فريقه صنع كثيرا من الفرص الخطيرة في المباراة، لكنالتألق الكبير للحارس زيماموش كان سببا رئيسيا في عدم زيارة الشباك ولو لمرة واحدة، وقالبأن مهمته هي السعي إلى تصحيح الأخطاء، خاصة في الخط الدفاعي وتحسين فعاليةالمهاجمين أمام مرمى المنافسين، وبدا الرجل متفائلا بالمستقبل، خاصة وانه سيستفيد هذهالمرة من خدمات اللاعبين الجدد في صورة بلعمري وأمادا وربيعي، وصرح المدرب الشاب: "انطلاقتنا الحقيقية في الموسم ستكون يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة اللقاء المتأخر منالجولة الثانية أمام اتحاد العاصمة".